الرئيسية >> كتب بنكهات متنوعة... >> قوائم: الصفحة الأولى...

 

الصفحات

1 -

 

الصفحة الأولى

 

 

موبي دك Moby-Dick

لمؤلفه الأمريكي هرمان ملفل Herman Melville

ترجمة إحسان عباس، دار المدى بدمشق

 

موبي ديك     هرمان ملفل

 

القصة الكلاسيكية المعروفة عن حوّات مهووس ذو رجل خشبية يلاحق حوتا عبر البحار اسمه موبي ديك لينتقم منه على قضمه رجله...

لبثت شهورا و أنا عالقة في البحر على متن هذه الباقوطة دون أن ألتقي بهذا الموبي ديك الذي أعيا آخاب... و أعياني...

كلما فتحت الرواية أصابني نعاس رهيب... لذلك أصبحت لا أقرأها إلا ليلا حتى تساعدني على النوم... و لا أكاد أقرأ صفيحات منها حتى أغيب عن الوجود _بسبب النوم و ليس بسبب الكتاب طبعا_

سامح الله ملفل أكان عليه أن يطيلها و يغرقها بكل هذه التفاصيل...

و كنت كل ما غبت عن البحارة أعود لأجدهم ما زالوا على حالهم... حتى أنهيتها أخيرا...

 

ربما المشكلة أن اقتحام البحار لم يخلق لأمثالي...

لكن لغتها العربية فاخرة للغاية...  فاخرة لدرجة أذهلتني و جعلتني أضع قرب رأسي القاموس المحيط لأخرج بعض الكلمات... فاخرة لدرجة أني ما استطعت تركها...

"آه إن الريح طروب

و الحوت ساخر ضحوك

و البحر فتى دعبوب    مرح لعوب   ساخر ضاحك مجّان،

و الرشاش يتطاير

و هذه إصبعه تثير زبداً

حين يتململ في العبير

و البحر فتى دعبوب    مرح لعوب   ساخر ضاحك مجّان،

و الرعد يشق السفين

و إنما هو يتمطق

إذ يلعق إصبعه

و البحر فتى دعبوب    مرح لعوب   ساخر ضاحك مجّان" ص604

 

و لا عجب أن هذه الترجمة من أروع الترجمات العربية

يستحق إحسان عباس أن يوسم بكونه شيخ المترجمين حقاً...

 

طبعا الرواية أعمق من مجرد قصة حوّات ففيها الكثير من الفلسفة... لكن القالب الذي وضعت فيه هذه الفلسفة لم يعجبني... فأنا لا أحب البحار و لا المغامرات و لا الحيتان...

كما أنها تعتبر موسوعة في علم الحيتان و اصطيادها و خاصة حوت العنبر... لكني لا أحب العلوم و لا الصيد... و لذلك أضجرتني...

 

لكن السؤال الذي لم أجد له جوابا، لو أن ملفل الذي هجر عمله و أسرته و مكث سنينا يطوف البحار ليكتب كتابا قوامه (689) صفحة من القطع الكبير قد كرسها للحديث بالتفصيل الممل حد القتل عن صفات حوت العنبر و شكله...

حوت العنبر

 لو أن هذا الملفل شاهد رسمة الحوت التي وضعتها دار المدى غلافا لكتابه ما الذي سيكون شعوره؟ أظنه كان مات من فوره و ما كان ليحتاج أن ينتحر...

عيب يا دار المدى ألم تكلفوا أنفسكم لتبحثوا عن صورة لحوت عنبر لتعرفوا كيف يبدو؟ أم أن المصمم لا يقرأ الكتب التي يصمم أغلفتها!!!!

********************

 

السجينة (La Prisonniere)

 

لمؤلفتها المغربية مليكة أوفقير (Malika Oufkir) و الفرنسية ميشيل فيتوسي

ترجمة جورجيت قسطون. الدار الوطنية الجديدة بدمشق

 

السجينة    مليكة أوفقير

 

هي قصة مليكة التي عاشت شطرا من طفولتها في قصر الملك بداية، ثم قضت في السجن و العزل مع إخوتها الصغار و أمها عشرين عاما لأن أباها الجنرال أوفقير قام بمحاولة انقلاب فاشلة على الملك الحسن الثاني ملك المغرب.

الظلم و الحرمان التي عانت منه في القصة مخيف حد القرف، ناهيك عن القرف الذي ينتاب المرء من البذخ "حد الشذوذ" في الحياة الملكية.

 

يا إلهي، كم سيحاسَب أقوامٌ في الآخرة!

 

على أية حال الجنرال أوفقير والدهم لم يكن رجلا بريئا بل كان مستبدا ظالما هو الآخر، مما جعلني أتذكر قول الله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا} النساء/9

 

للرواية ترجمة أخرى أفضل من هذه، على أية حال رغم رداءة ترجمة هذه الطبعة إلا أنها مقروءة.

لكن احذروا من الكوابيس التي ستنتابكم _كما انتابتني_ جراء قراءة الرواية...

الرواية ذات (317) صفحة و التي قرأتها في يوم واحد كانت قد أعارتني إياها وفاء رغم أني لم أطلبها منها لأنها قد تأثرت بها كثيرا... ليست هي من نوع الروايات التي تشدني لأقتنيها إذ أني أكره _بل أبغض_ الروايات التي ترصد الواقع و بؤسه، و لكني قرأتها لأشارك وفاء الحديث عنها...

********************

 

عالم صوفي (Sophie's World)

أو موجز تاريخ الفلسفة

 

لمؤلفها النرويجي جوستان غاردير(Jostein Gaarder)

ترجمة حافظ الجمالي، دار طلاس بدمشق

 

عالم صوفي      جوستان غاردير

 

الرواية عبارة عن تلخيص لتاريخ الفلسفة الغربية مقدم بقالب قصصي مبسط و شيّق. و في الأصل فإن جوستان غاردير أستاذ تاريخ للفلسفة و مؤلف قصص أطفال لهذا جاءت روايته مميزة. لقد استطاعت أن تحوز على شهرة كبيرة نتيجة للطريقة السلسة في شرح أعقد النظريات الفلسفية. لكن برأيي أكثر ما يستحق الإعجاب هو الحبكة التي قُدِّمت فيها المعلومات. الحبكة تحديدا _على بساطتها_ عميقة بشكل كبير بحيث تجعل المرء يغرق في التأمل و ينفصل عن ما حوله لفترة من الزمن و هو يفكر... هي تقارب في وصفها _إلى حد ما_ وضع الحياة الدنيا. و ربما لو لم يكتب شيئا عن تاريخ الفلسفة و اكتفى بهذه الحبكة لظلت رواية رائعة و مميزة. لن أذكر شيئا عنها حتى لا أفسدها عليكم، كل ما سأقوله أني وددت لو أني أنا من كتب هذه الحبكة.

قراءة الرواية تحتاج إلى صبر و تركيز لأنها تتحدث عن الفلسفة و لكنها ممتعة فعلا و مفيدة لمن يحب الفلسفة.

أما عن ترجمة هذه الطبعة فلا تبدو متقنة كثيرا، و لكن قيل لي أن هناك ترجمة أخرى أفضل من هذه قد وعدتني وفاء بأن تهديني إياها...

الرواية ذات (514) صفحة قد أعارتني إياها العزيزة وفاء و هي تخبرني بأني سأحبها حتما لأنها مليئة بالفلسفة...

 تعلمين يا وفاء أني أحببتها كثيرا... و أنّي في انتظار وعدك  

وفاء الجميلة اسم على مسمى: شكرا على الكتاب

********************

 

الحريم و أبناء العم(The Republic of Cousins)

تاريخ النساء في مجتمعات المتوسط

لمؤلفته الفرنسية جرمين تيليون (Germaine Tillion)

ترجمة عز الدين الخطابي و إدريس كثير، دار الساقي بيروت

 

تاريخ الحريم و أبناء العم      جرمين تيليون


تدرس فيه المؤلفة ظاهرة قصر الزواج على أبناء العم في المجتمعات المتوسطية و تعيدها لجذور تاريخية قديمة إلى زمن الإنسان الأول لأجل الحفاظ على الأرض...

رغم أن العناوين مغرية للغاية و لكن أسلوب الكتاب _أو الترجمة_ مخيب للأمل... و ما كنت سأتحدث عنه لولا أن المؤلفة تطرقت إلى موضوع يثير حيرتي أنا أيضا، و قد اختارت له عنوانا مميزا و هو "ورع انتقائي": لماذا يشدد كثير من المسلمين في البلاد العربية على مسألة الحجاب و الشرف و يتراخون في أمور ذات وعيد أشد بكثير من الله تعالى في الآخرة كعدم توريث الإناث للأراضي، لماذا يهتمون بالصيام و يتراخون في الصلاة رغم أن الأمر بالصلاة متكرر في القرآن أكثر من الصوم؟

معك حق في ما لاحظتيه يا جرمين فأنا أيضا لاحظت هذا الورع الانتقائي صارخا... و بعيدا عن هذه العبارات الطنانة و النظريات و الدراسات الإثنولوجية (و هو العلم الذي يقوم على تحليل الثقافات و العادات و المقارنة بينها) فإني لا أجد له تفسيرا سوى أنه في كل مجتمع لا يخاف إلهاً أو حسابا أخرويا فإن الضعفاء هم من يدفع ثمن تجبر الأقوياء دائما... و الأقوياء يتفننون في ظلمهم في كل شعب حسب المزاج و يتفننون في اختراع العادات و التقاليد أو القوانين و الدساتير "حسب المسمى" التي تسحق من دونهم...

هذه هي القصة التي تتكرر في كل مكان و زمان بأشكال و ألوان و مسميات مختلفة سواء حول ضفاف المتوسط أو حول ضفاف بحر البلطيق أو حتى بحر الشمال... و سواء في جمهورية أبناء العم "المتخلفة" أو جمهورية المواطنين "المتحضرة" الكل يا عزيزتي سواء...

 

 

 

 

الصفحة الأولى:

· موبي ديك

· السجينة
· عالم صوفي
· تاريخ الحريم و أبناء العم

 

 

 

   

CopyRight & Designed By Salma Al-Helali