كتاب الأناجيل المنحولة

أول كتاب أنهيه هذا العام بفضل الله، حين ذهبت لأضيفه في موقع الجودريدز تبين أني كنت قرأته سابقا قبل خمس سنوات 😒
واضح مستوى التركيز الذي أنا فيه هذه الأيام 😅
الأناجيل المنحولة أو الأبوكريفا وهي التي كتبتها شخصيات مسيحية مبكرة، والتي لم تعتمدها الكنيسة القانونية مع الأناجيل الأربعة الأخرى. وهذه الترجمة لإسكندر شديد ممتازة، إذ يبدو المترجم من طبقة المترجمين اللبنانيين من الجيل السابق الذين كانت العربية تقطر منهم بسلاسة.
وهي أفضل من تلك الترجمة المصرية المطلسمة البائسة لإبراهيم الطرزي _والتي حاولت قراءتها ولكني استسلمت_ فهو لم يتوان فيها عن وضع ألف تنوين النصب على اسم المجرور أو أي اسم يروق له في الجملة، بحجة أنه لن يلتزم بقواعد اللغة لإيصال المعنى، فلا هو أوصل المعنى ولا هو ألف كلاما جميلا مفهوما عموما، لو ترجمه بالمحكية المصرية لكان مفهوما أكثر.
وعودة لهذه الترجمة، فلدي ملاحظة فقط على محاولة إيجاد المترجم لتشابه بعض ما ورد من نصوص مع بعض آيات القرآن، مع أنه في بعضها لا يوجد وجه شبه نهائيا حتى لو لوى معنى النص ليا، لكن بغض النظر، فإن هذا الفعل من حيث لم ينتبه، يعزز دلالة نبوة رسولنا الكريم، وأن القرآن الذي نزل على رسول الله هو شيء أكبر من أن يأتي به رجل أمي في سياقه من تلقاء نفسه، فهذه الأناجيل المنحولة هي مقتطفات من مخطوطات كتبت في أزمنة متفاوتة على مدى قرون وأماكن متباعدة لا صلة بينها، وكأن رسول الله كان دائرة معارف كتابية عابرة للقارات والأزمنة حتى استطاع أن يأتي بمثل هذا القرآن، وليس رجلا أميا في بيئة مكة البعيدة عن هذه الأجواء.
هذه الملاحظة نفسها هي التي كتبتها بإسهاب أكثر في مراجعتي لكتاب أنجيليكا نويفرت
كيف سحر القرآن العالم
https://www.helali.net/wp/2024/12/28/quran/
وصدق الله: (أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ)
——
ذكر أحد الأخوة الأفاضل تعليقا مهما: أن كثيراّ من هذه الأناجيل، التي يزعم التشابه بينها وبين القرآن، مثل إنجيل الطفولة، ليس لها نسخ قديمة تعود لما قبل عصر نبوة سيدنا محمد، وإنما أقدم نسخها تعود لما بعد عصر النبوة بعشرات السنوات، وبعضها أكثر، فتكون هذه الأناجيل هي من اقتبست من القرآن، لا العكس.

سلمى
شباط 2025