3 أفكار كانون الثاني 2025

يخبرنا جوزيف مسعد في كتابه (الإسلام في الليبرالية) كيف أن (الخطاب عن الديمقراطية … هو غالبا خطاب ديني مسيحي قدم الديمقراطية على أنها أعلى مراحل المسيحية “البروتستانتية”) وأن (الإنجاز الثقافي الأهم للمسيحية “في شكلها البروتستانتي”والغرب هو التزامهما بالحكم الديمقراطي…. الديمقراطية أصبحت بمعنى ما اسما جديدا للمسيحية وجُعل منها مهمة لتبشير عبدة الأوثان بطرق لا تقل فتكا عن سابقتها بشيء). وهكذا اخترع الغرب ثنائية الاستبداد الإسلامي في مقابل الديمقراطية الغربية، لأنه يحتاج إلى آخر لتشكيل هويته ويعلي بنفسه أمامه: (افتراض الهوية الديمقراطية لـ”الغرب” والهوية الاستبدادية لما هو آخر بالنسبة إلى الغرب، ممثلا بشخص “الإسلام” هو في الوقت نفسه عملية تشكيل وتكوين للذات وعملية إسقاط، إضافة لكونه استراتيجية إمبريالية تستخدم الدمج الثقافي والأخرنة _أي جعل الآخر مختلف_ كتكتيكات للسيطرة الاقتصادية والسياسية). فلم يكن الاستبداد الإسلامي سوى (حيلة غربية لإنتاج “الديمقراطية الأوربية).
(سيسعى مبشرو الليبرالية الأميركيون والأوربيون، أي أولئك الذين يرون أن من سيقود المجتمع الدولي في المستقبل لن يكون سوى رجل على دين العلمانية، إلى التبشير بنظامهم القيمي ونموذجهم الاجتماعي والسياسي لكل المسلمين بغية إنقاذهم … وترنو هذه العملية التبشيرية إلى تحويل المسلمين والإسلام إلى الليبرالية الغربية ونظامها القيمي بعدّه النظام الوحيد العادل والعاقل الذي ينبغي على كوكب الأرض بأكمله تبنيه. وكما بين طلال أسد، فإن مهمة الليبرالية تتمثل في “إعادة تشكيل” التقليد الإسلامي “على شاكلة المسيحية البروتستانتية الليبرالية”. وهي تصور مقاومة المسلمين لهذه المهمة الجليلة على أنها … باختصار مرض أو نوع من العصاب … وهكذا فإن رفض المسلمين اعتناق الليبرالية طوعا، أو اعتناق أنماط من الإسلام يمكن لليبرالية التسامح معها، يستوجب إجبارهم عليها ولو بقوة السلاح، حيث إن مقاومتهم هذه تهدد قيمة مركزية لليبرالية، تتمثل بكونيتها أو ضرورة كوننتها.)

الاقتباسات من كتاب (الإسلام في الليبرالية) لجوزيف مسعد
وكتاب (خيول وأخيلة؛ تجليات نظرية ما بعد الاستعمار وآثارها) لملاك الجهني

سبحان الله كيف وافق قراءتي لكتاب ملاك الجهني هذا الفتح ومناسبته للمواضيع الحالية والذي يبدو أني سأكثر منه الاقتباسات وما امتد إليه من كتب مرتبطة به في قادم الأيام إن شاء الله، وكنت حائرة قبل البدء به قبل شهرين، هل أبدأ به أم بالكتاب الذي ترجمه رضوان السيد الاستشراق الألماني في زمن الامبراطورية لسوزان مارشاند، وكل كتاب منهما جزءان ضخمان ويحتاجان وقتا معي لبطئي، وكنت أميل لكتاب رضوان السيد لأني أحبه سيما بعد مشاهدتي لحواره عن الاستشراق الألماني، مع أني أيضا أحب ملاك الجهني وكنت شاهدت قبلا أيضا لقاء جميلا جدا معها، تبارك الله ما شاء الله كيف كان ينساب منها الكلام بسلاسة… فقرأت دعاء الاستخارة وما خاب من استخار، فأعدت كتاب رضوان وشرعت بكتاب ملاك، وكان نعم الخيار… شاهدوا الحوار مع ملاك…
وهنا في قلبي غصة، لا أدري أكتبها أم لا، للأسف أني لا أعلم سورية ملتزمة تتحدث بمثل هذه الطلاقة والثقافة والذهن الحاد والأصالة… جزء منه جهل مني بوجودهن، فنحن لا نعلم ببعضنا حقيقة، فكلنا كنا مختبئين، وجزء أهم منه أني أعلم أن النظام البائد قتل أي فرصة لمحاولة واحدتنا للظهور إيثارا للسلامة، إلا لمن يشبهون أفكاره أو يكرهون أمتهم، وجزء ثالث أن الواقع السوري الأسود كان يستنزف عقول الجميع… بإذن الله سنشهد في السنوات القادمة ازدهارهن…
هذا رابط الحوار
https://www.youtube.com/watch?v=XkKcdJhXeSc
9 كانون الثاني 2025

سلمى