يقول بول تيلتش في كتابه الذي يشبهني (بحثي عن المطلقات):
“ربما يبدو توصيفي نظريا خالصا، وربما تساءل القارئ ما هي المضامين الدينية والأخلاقية التي يمكن لهذا التوصيف أن ينطوي عليها، في أيما حال، لا يحتاج القارئ إلى انتظار نقاش حول هذه المضامين، ذلك إن هناك فئة منا ممن تبدو لهم المشاكل النظرية بوصفها شأنا وجوديا؛ أي مسألة وجود أو عدم (أن تكون أو لا تكون)، فالنظرية تعني النظر إلى الأشياء والاتحاد بها على هذا النحو الوجودي، وهكذا، فإن عباراتي موجهة، أساسا، إلى تلك الفئة من الناس، وأنا، نفسي، أنتمي إلى هؤلاء الأخيرين، فالبنسبة لنا فإن سؤال المواجهة الإدراكية مع الواقع، فضلا عن سؤال المطلق والنسبي داخل هذه المواجهة، هما همٌّ وجودي، همٌّ يشتمل وجودنا كله، وأود لو كان الأمر على هذا النحو بالنسبة لكثير من الناس، ذلك إن المعرفة، في نهاية المطاف، هي فعل محبة.”
والترجمة البديعة: لـ ناصر مصطفى أبو الهيجاء… دار الرافدين