في عام 1731 ركبت الهولندية ماريا تير ميتلن السفينة مع زوجها، فأسرت السفينة من قبل القراصنة المغاربة، وكانت هذه بداية رحلتها مع الأسر في بلاد المغرب والتي استمرت 12 عاما، انتهت بافتدائها من قبل حكومتها وعودتها لبلدها، لتكتب مذكراتها عن هذه المغامرة عام 1748…
تصف لنا ماريا حياتها في الأسر تلك السنوات، والصعوبات التي كابدتها وزوجها، مع وصف لمجتمع الأسرى الأوربيين أمثالها والذي كان مجتمعا داخل المجتمع المغربي له قوانينه الخاصة وإدارته الخاصة وكنائسه وتحالفاته وتوتراته، إلى حد أنها كانت وزوجها تدير حانة فيه…. وعلاقتها بالبلاط المغربي وحريمه، وكثرة الاضطرابات على الحكم وكيف أثر هذا على حياة الجميع اقتصاديا واجتماعيا…
المذكرات جديرة بالقراءة فهي مشوقة وممتعة، وهي نص نادر لصوت نسائي في تلك الفترة أي القرن الثامن عشر يتحدث عن بلاد الشرق ومعايشتها من الداخل وبضمير الأنا… أسلوبها مباشر خال من الزخرفة أو فيض المشاعر أو استجلاب الشفقة، بل هو يشف عن شخصية قوية تبديها لقارئها ممزوجة باعتداد بالذات وثقة بالنفس وسيطرة على الانفعالات… كان لشخصيتها هذه تأثير في جلب الكثير من المكتسبات من أسيادها الذي أعجبوا بهذه القوة واحترموها، كما كانت أيضا سببا في اصطناع الكثير من الأعداء من بني جلدتها… تقول في نهاية مذكراتها:
“لا أتحسر على أني كنت في ذلك المكان البعيد من العالم، ولا على 12 سنة من الاستعباد، ولا على الأذى الذي سببه لي المغاربة. ذلك كله يمكنني نسيانه، لكن ما لن أنساه هو الإهانات والشتائم التي كنا عرضة لها أنا وزوجي من قبل إخوتنا في الوطن، من الصعب علي أن أحكي هنا كل ما ألحقوه بنا من سوء.”
——
اثنتا عشرة سنة من الاستعباد؛ رحلة أسيرة هولندية في بلاد المغرب 1731-1743
لمؤلفتها الهولندية: ماريا تير ميتلن
ترجمة: بوشعيب الساوري
منشورات المتوسط، ميلانو، ط1/ 2018
شوال 1440 – حزيران 2019
سلمى