الرئيسية >> كتب بنكهات متنوعة... >>  أنبئوني بالرؤيا

 

 

أنبئوني بالرؤيا

 

 

 

يا الله على كمية المتعة التي تمنحني إياها كتابات عبد الفتاح كيليطو! ما ظننت أني سأتمكن من الشعور بكل هذا الجمال بعد أن فتتت قلب واحدنا الأخبار... وما حسبت أني سأعاود الحديث عن الكتب وكنت عقدت العزم على الصمت... فقد بهتت وضاعة هذا العالم اللغة... ولكن كتاب "أنبئوني بالرؤيا" ينطق الحجر!


كيليطو يكتب ما بين الرواية والوقائع، الأسلوب الذي لا تدري ما يمكن أن تسميه... يجمع ما بين ذكرياته وتداعيات الأفكار المتخيلة، مصاغ بكثير من الظرف الذكي والاستغراق بالذات بسخرية محببة، فينقلب الواقع حكاية والكاتب هو شهريار حكايته...
عمله هذا شبه رواية عن كتاب ألف ليلة وليلة وذاك الباحث الممسوس بها، ولياليه التي سهرت على لياليها، ففاقتها ظرفا وسحرا... والحق يقال أني ما استطعت تحمل قراءة ألف ليلة وليلة حين أردت ذات مرة، لأني ولجتها عبر بوابة كيليطو المفتونة بها، لأجد أن الجمال كان بعين الرائي كيليطو لا بها...
وهنا في هذا الكتاب تارة أخرى يصير كيليطو شهرزادي الحقيقية، وتظل شهرزاد العتيقة قابعة كخلفية باهتة للمشهد... ولو سألني أحد عن رأيي فإن حكاية كيليطو هي أفضل ما روته هذه الليالي العربية...


(ما كتبه شاعر قديم آخر:
إن يوما أحببت امرأة ... لا تسع إليها منتابا
أمكث في بيتك لا تبرح ... هي يوما تطرق البابا
كثر الكلام عن هذين البيتين [...] يفترضون أن البيتين قد نظما والمؤلف في مرحلة الأفول، يتوق إلى الراحة الأبدية. ويضيفون أن لا امرأة أبدا أتت تطرق بابه، وإذ ذبلت زهرة رغبته، فهو لا ينتظر شيئا، إن لم يكن الموت، والموت لا يريده. لكن ذات مساء، حصلت رؤيا، رؤيا قصيدته بالضبط! كلمة جميلة أتت تطرق بابه. ذلك ما كان يبحث عنه مدى حياته كلها، دون أن يدري
) ص38

 

 

--

أنبئوني بالرؤيا Dites Moi Le Songe

لمؤلفها المغربي: عبد الفتاح كيليطو Abdelfattah Kilito

ترجمة: عبد الكبير الشرقاوي

دار الآداب، بيروت، ط1، 2011

 

سلمى

9 كانون الأول 2016

 

 

 

 

 

 

 

 

 

CopyRight & Designed By Salma Al-Helali