|
الرئيسية >> كتب بنكهات متنوعة... >> بعيدا مع الثعلب الأزرق! |
||||
بعيدا مع الثعلب الأزرق!
في سهوب آيسلاندا القاسية و المكسوة بثلوج شتاء قاتم، كان هناك صياد يلاحق
ثعلبة زرقاء...
·
كان يرتدي نسيجا صوفيا تحتيا سميكا معالجا بحيث يستطيع الوقوف منتصبا من
تلقاء نفسه، قميصا من جلد الأرنب، و سترتين من الصوف، واحدة خفيفة وأخرى
بالغة السماكة، سروالا دنماركي، ثلاثة أزواج من كلسات صوف محبوكة وحذاء من
جلد الفقمة غير الحليق، أما فوقها جميعا فكان يلبس سروالا من الجلد وأيضا
معطفا جلديا بصدر مزدوج و أزرار من عظم الحوت.
كهذا مثلا: Magnús Þór Sigmundsson Íslandsvindar استمع
يا إلهي كم حلقت معها حتى نسيت الواقع و الأخبار و كل واقعنا المنهك والحزين... و مع أنها لم تخل من ظلم و شر و قباحات بشرية و لكن الطيبة التي تلفها لا تجعلك تشعر بالمقت و السخط، و لطالما كان مدار ما يجري في هذا العالم هو حول العين التي ترى و تضفي على ما ترى، أكثر مما تراه وتنقله... فرغم كل شيء هناك دائما لمسة من لطف و خير... و ما هنا إلا عين طيبة و حالمة... أفرزت رواية جميلة رغم قصرها... جعلتني أتنفس الصعداء، بعد طول تحريم للروايات الممتعة على نفسي، و اتباع خطة قرائية صارمة تناسبا مع الواقع الموحش... و كأني كنت أكسر حمية غذائية صحية دامت لأشهر بقطعة من الشوكولاتة... حتى هيء إلي الجنة منقوعة بالروايات و الحلويات... و أتساءل حقيقة ما الذي سيضر لو أني قرأت رواية ممتعة هكذا بين فترة و أخرى! هل سأكون معدومة الضمير لو هربت قليلا من الواقع بين فترة و أخرى قبل أن أختنق؟
و أخيرا انتهت الرواية برسالة يرسلها العشّاب لصديقه خاتما إياها بهذه
الجملة:
-- الثعلب الأزرق Skugga-Baldur لمؤلفها الآيسلندي: شون Sjón ترجمة: مازن معروف دار الساقي
سلمى أيلول 2013
|
|
|||
|
|